قد تشعر المرأة ببعض الإحباط عند الوقوف أمام المرآة بعد الولادة، فبالإضافة إلى المسؤوليات الملقاة على عاتقها من العناية بطفلها الجديد، تَجد نفسها في تحدٍّ كبيرٍ لاستعادة شكل جسدها ما قبل الحمل وانقاص الوزن بعد الولادة.
إن الوزن الزائد خلال فترة الحمل ليس فقط هو وزن الجنين والسائل الأمينوسي المحيط به ووزن المشيمة، بل هناك زياداتٌ أخرى مثل الازدياد في أنسجة الثدي، ومخازن الدهون في الجسم والرحم المتضخم، وتعتمد سرعة فقدان الأم للوزن الزائد بعد الولادة بشكلٍ أساسيّ على الوزن الذي اكتسبته خلال الحمل، ويَعتبر الأطباء أن الزيادة المثالية في وزن المرأة حتى نهاية الحمل تتراوح بين 10 إلى 15 كيلو غرام، تفقد منها حوالي 5 إلى 8 كيلو غرام بعد الولادة مباشرةً، أما الوزن المتبقى تحتاج خسارته من 6 إلى 12 شهر، بشرط الالتزام بمعايير صحيةٍ وتوصياتٍ مهمةٍ في هذه الفترة.
يوصي الأطباء بالاسترخاء وعدم التوتر من الوزن الزائد، بل الاستمتاع بالأمومة لشهرين على الأقل بعد الولادة، لتعطي الجسم فرصةً كافيةً للتعافي، بالإضافة إلى عدم التأثير على إدرار الحليب إذا كانت الأم مرضعة، وبعدها يمكن البدء بالحميات الغذائية والرياضة لخسارة الوزن.
أشياء يجب عليكِ معرفتها قبل البدء بعملية انقاص الوزن بعد الولادة:
في البداية يجب أن نتعرف على عدة ملاحظاتٍ مهمة قبل البدء برحلة فقدان الوزن:
- يسبب الحمل تغيراتٍ دائمةٍ في شكل الجسم، الرحم لا يعود إلى حجمه الأساسي، كما أن الحمل يسبب توسعًا في عظام الحوض وبالتالي يزيد من عرض الأرداف، لذلك توقعي بقاء بطنٍ صغيرٍ، و أرداف أعرض، وخصرٍ أقل نحولًا.
- تتأثر مدة رحلة خسارة الوزن بعمر الأم، لأن التمثيل الغذائي يتباطأ في الجسم بنسبة 2% في كلِّ عقدٍ بعد عمر ال25، وبالتالي تنخفض سرعة حرق السعرات الحرارية مع الزمن.
- إذا كانت زيادة وزنك خلال أشهر الحمل أكثر من 15 كيلو غرام، فإن انقاص الوزن بعد الولادة قد يستغرق وقتًا إضافيًا يتراوح بين 6 أشهر إلى عامين.
العوامل التي تساعد على انقاص الوزن بعد الولادة:
بعد أخذ فترةٍ من الراحة والاستمتاع بالأمومة لمدة شهرين، يمكنكِ البدء برحلة خسارة الوزن بمعنوياتٍ عاليةٍ، يمكنكِ الاستعانة بطبيبك ووضع خطةٍ مناسبةٍ لخسارة الوزن الزائد خلال 6 إلى 12 شهر بعد الولادة، وذلك باتباع نظامٍ غذائي صحي ومتوازن وممارسة الرياضة، بالإضافة لعوامل أخرى مساعدة أهمها:
الرضاعة الطبيعية:
تساعد الرضاعة الطبيعية على حرق ما يزيد على 500 سعرةٍ حراريةٍ في اليوم، وذلك يعتمد على كمية الحليب التي ينتجها جسمك، وهو الأمر الذي يسرع من إنقاص الوزن الزائد بعد الولادة، قد تتفاجئين بعدد الكيلو جرامات التي فقدتها خلال أسبوعٍ واحدٍ أثناء الإرضاع مع حميةٍ غذائيةٍ جيدةٍ والقليل من الرياضة، كما أن الهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء الرضاعة الطبيعية، تُحفز عضلات الرحم على التقلص واستعادة الشكل الطبيعي.
اتباع نظامٍ غذائي صحي ومتوازن:
قد تنسى الأمهات حديثات الولادة تناول الطعام لفتراتٍ طويلةٍ بسبب المسؤوليات الكثيرة، وهو أمرٌ يدفعها إلى تناول وجباتٍ كبيرةٍ دسمةٍ عند التفرغ للطعام، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، لذلك يُعتبر النظام الغذائي المتوازن الحاوي على على العناصر الغذائية الأساسية، من العوامل المساعدة على انقاص الوزن بعد الولادة، وهناك عدة نقاطٍ أساسيةٍ للحصول على غذاءٍ صحي ومتوازن، ومنها الاهتمام بوجبة الإفطار لأنها الوجبة الأساسية التي تمنحكِ الطاقة اللازمة خلال يومك، وتقسيم وجبات الطعام إلى 6 أو 7 وجباتٍ صغيرةٍ بدلًا من 3 وجباتٍ أساسيةٍ كبيرةٍ وبذلك ستضمن الأم التنوع الغذائي اللازم وسرعة حرق السعرات الحرارية.
أيضًا يجب عليها التركيز على شرب الماء والعصائر الطبيعية قليلة السعرات الحرارية والابتعاد عن العصائر الصناعية والمشروبات الغازية الغنية بالسعرات الحرارية، والحرص على تناول الفاكهة الكاملة بدلًا من العصائر، واستبدال الأطعمة المقلية بالمشوية أو المسلوقة، بالإضافة والابتعاد عن النشويات والسكريات قدر الإمكان.
الابتعاد عن الحميات الغذائية القاسية:
إن اتباع حميةٍ غذائيةٍ صارمةٍ بعد الولادة ربما يجعلكِ تخسرين بعض الكيلوجرامات بسرعةٍ كبيرةٍ، لكن من المؤكد أن هذه الخسارة لن تكون على حساب الدهون الزائدة في جسمك، من المعروف أن الخسارة السريعة للوزن تكون على حساب سوائل الجسم، وربما عضلاته، وعند إيقاف هذه الحميات القاسية يُعاود الجسم استعادة هذا الوزن، كما أن هذه الحميات القاسية مُضرةٌ بصحة الجسم وقد تؤدي إلى نقص عناصر أساسيةٍ وهامةٍ فيه.
ممارسة الرياضة:
تُعتبر الرياضة العنصر الأساسي ليس فقط في انقاص الوزن بعد الولادة، وإنما في صقل عضلات الجسم واستعادة شكلها قبل الحمل، يُمكنك تطبيق بعض التمارين البسيطة أثناء قيامكِ بمهامكِ اليومية، مثل دفع عربة الطفل وذلك باتخاذ وضعياتٍ صحيةٍ للجسم مثل الظهر المشدود للخلف والأرجل المشدودة والمستقيمة، كما أن رياضة المشي من الرياضات المهمة والسهلة والتي يمكنكِ ممارستها باصطحاب طفلكِ معكِ، بالإضافة للراحة النفسية التي يمكن أن تمنحكِ إياها.
قد يصل جسمك بعد عدة أشهرٍ من الولادة إلى مرحلة ثباتٍ في الوزن مع زيادةٍ حوالي خمسة كيلو غرامات، وتواجه الكثير من الأمهات المصاعب لفقدان هذه الزيادة، التي يَعتبرها الكثيرون زيادةً دائمةً ترافقها مدى الحياة، لكن في الحقيقة هذه الزيادة ليست بالضرورة ناتجةً عن الحمل بحد ذاته، بل هذه الزيادة المُعندة ناتجةٌ عن تغيرٍ في نشاطكِ وخاصةً مع الإرهاق الناتج عن العناية بالطفل الجديد وقلة ساعات النوم، مما يُعطيكِ شعورًا دائمًا بالتعب وعدم القدرة على ممارسة نشاطاتكِ المعتادة، يمكن التغلب على هذا الأمر بالتنظيم وتقسيم الوقت بشكلٍ جيدٍ والحصول على الدعم والمساندة والمساعدة من الشريك والعائلة لحصولكِ على قدرٍ كافٍ من الراحة، وبالتالي ممارسة نشاطاتكِ اليومية والتمارين الرياضية اللازمة.
في النهاية تجدر الإشارة إلى ضرورة الحصول على الحد الأدنى من السعرات الحرارية اليومية اللازمة لقيامك بجميع واجباتك خلال مرحلة انقاص الوزن بعد الولادة، وهو 1500 سعرةٍ حراريةٍ على الأقل، لكن من المهم أن تحصلي عليها من مصادر صحيةٍ وطبيعيةٍ كالخضار والفواكه والبروتينات النباتية وغيرها.
اقرأ المزيد: أفضل مشدات البطن بعد الولادة
لا تنس زيارة موقع متروبرازيل للحصول على نخبة المنتجات البرازيلية