النظام الغذائي هو مجموعة الأطعمة التي يتناولها الشخص، ولكي يكون النظام الغذائي صحيًّا يجب أن يكون متكاملًا، ليوفّر للفرد جميع العناصر الغذائيّة التي يحتاجها وبكميّاتٍ متوازنةٍ، وتتضمّن البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنيّة.
يقوم العديد من النّاس بوضع قوانين على نِظامهم الغذائي، ويسمّى ذلك بالحمية، كالامتناع عن تناول مأكولاتٍ معيّنةٍ أو الإكثار من أُخرى، وذلك قد يكون لمُعالجة بعض الأمراض أو نتيجة توجّهاتٍ شخصيّة، ومن أنواع الحميات الحمية قليلة السكّر أو قليلة الدسم أو الحمية عالية البروتين، سنتحدّث في هذا المقال عن الحمية النباتية.
الحمية النباتية هي نظامٌ غذائيٌّ يعتمد فيه النّاس على المأكولات النباتيّة فقط، ويبتعدون عن أكلِ اللحوم بما فيها الأسماك والمأكولات البحريّة والمُنتجات الحيوانيّة كالألبان والبيض، كما يُوجد بعض الأنماط الأخرى الأقل صرامةً من الحمية النباتية وفيها يسمح الناس لأنفسهم بتناول البيض أو الألبان.
ونظرًا لانتشار جميع أنواع الأنظمة الغذائيّة النباتيّة في المُجتمع، تَبرُز الحاجة لتوفير المعلومات حول إيجابيّات وسلبيّات التحوّل إلى شخصٍ نباتي لأولئك الذين يرغبون بالقيام بمثل هذه الخطوة، لكنّهم غير متأكّدين من كيفية تأثيرها على صحّتهم ونَمط حياتهم بشكلٍ عام.
إيجابيات الحمية النباتية والتحوّل لشخصٍ نباتي:
تقليل خطر الإصابة بالسّمنة وبعض الأمراض الأُخرى:
نظرًا لأنَّ الأطعمة النباتيّة عادةً ما تكون منخفضة السعرات الحراريّة وفي نفس الوقت تُعطي شعورًا بالشبع كالفواكه والخضراوات، فإنَّ النباتيين من الناحية الإحصائيّة هم أقلّ عرضةً للإصابة بالسّمنة من الأشخاص الذين لديهم معدّل استهلاكٍ مرتفعٍ من اللحوم الدّهنية عالية السعرات الحرارية والجبن، ولذلك تجذب الحمية النباتية العديد من الناس ممن يريدون خسارة الوزن.
كما أنَّ ذلك سيؤدّي إلى انخفاض كميات الكوليسترول والدُّهون المُشبعة في الجسم، وبالتالي سيؤدّي إلى انخفاض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدمويّة والسّكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم وحتى بعض أنواع السرطان.
حماية البيئة والاستدامة:
إذا كُنّا نُريد تقليل تأثير الإنسان على البيئة، فإنَّ أبسط وأرخص شيء يمكنُ لأيّ شخصٍ فعله هو تقليلُ تناول اللحوم.
تُساهم عمليّة تربية الحيوانات وإنتاج اللحوم -وخاصّة الأبقار- في انبعاث الغازات التي تُسبب الاحتباس الحراري بشكلٍ كبيرٍ، إضافةً إلى ذلك فإنَّها تَستهلك الكثير من الموارد كالمياه والأراضي وتسبّب أضرارًا بيئيّةً أكثر من أيّ منتجٍ غذائيٍّ آخر.
فإنتاج رطلًا واحدًا من البروتين الحيواني يستهلك الماء بحوالي مئة مرّة أكثر من إنتاج رطلًا واحدًا من بروتين الحُبوب، أضِف إلى ذلك المراعي اللازمة والأعلاف والجهود الكبيرة المبذولة في هذه العمليّة.
تُعدُّ هذه الأشياء مهمّة، وستكون مهمّةً أكثر وأكثر مع مرور السنين وازدياد أعداد سكّان كوكب الأرض، وذلك لتحقيق الاستدامة في توفير الغذاء.
سلبيات الحمية النباتية:
نقص التّغذية:
لسوء الحظ فإنَّ النظام الغذائي الخالي من المُنتجات الحيوانيّة له بعض السلبيّات الغذائيّة.
تتواجد بعض العناصر الغذائيّة الهامّة في الأطعمة الحيوانيّة فقط، لذلك من الضروري بالنسبة للنباتيين مراقبة توازن العناصر الغذائيّة في الأطعمة التي يتناولونها، ومن أهم هذه المواد فيتامين B12 وأحماض أوميغا3 الدّهنيّة.
يُعدُّ فيتامين B12 مهمًّا لعمل الجهاز العصبي بشكلٍ صحيحٍ ولتحسين وظائف التمثيل الغذائي في الجسم، ويؤدي نقصانه إلى العديد من المشاكل، منها الشعور بالتّعب والضعف والإمساك وقلّة الشهيّة، لذلك يُوصى النباتيون دائمًا بأخذِ مكمّلات B12 لتعويض هذا النقصان.
كما أن أحماض أوميغا3 الدهنيّة تُعدُّ مهمّةً لعمل جميع أعضاء الجسم بشكلٍ صحيحٍ، ونقصها قد يُسبّب مشاكل مثل فُقدان التّركيز وجفاف البشرة، وبما أنَّها تتواجد بشكلٍ أساسيٍّ في المأكولات البحريّة، لذا يجب على اللذين يتّبعون الحمية النباتية الحرص على تناول كميّاتٍ كافيةٍ من المصادر النباتيّة لهذه الأحماض الدهنية مثل بذور الشيا وزيت الطحالب، وتناول أقراص الأوميغا3.
مراعاة الحامل والطفل:
في حين أن الأشخاص الغير نباتيين يُمكنهم تحمُّل نهجٍ أقلَّ مسؤوليةً تجاه طعامهم، يجب على النباتيين أن يُخطّطوا بشكلٍ جيّدٍ لمدخولهم الغذائي وخاصّةً في مرحلتي الحمل والطُفولة.
تحتاج المرأة في مرحلة الحمل للتغذية بشكلٍ جيّد، وينبغي أن تحصل على جميع العناصر الغذائيّة اللازمة لنموّ الجنين بصحةٍ كاملةٍ، فيجب إيلاء اهتمام أكبر لمُستويات بعض المواد الغذائيّة ومنها:
- البروتين: الضروري لبناء خلايا الجنين.
- الكالسيوم: يُعدُّ الكالسيوم مهمًّا بشكلٍ كبيرٍ في مرحلة الحمل لتشكيل العظام والعضلات والقلب والجهاز العصبي للجنين، ويُعدُّ مهمًّا لدرجة أنّه إذا حدث نقصٌ فيه سيقوم الجنين بسحب ما ينقصه من كالسيوم من عظام الأُم مما يُعرضها لخطر ترقّق العظام.
- فيتامين B12 وحمض الفوليك والأوميغا 3: الضروريان لتكوين الجهاز العصبي ولبناء مكوّنات الحمض النّووي.
وكذلك في مرحلة الطفولة، يجب أن يحصل الطفل على التّغذية الصحّية والمتوازنة لضمان نموّ الجسم والعظام وتطور الجهاز العصبي بشكلٍ سليمٍ وصحي.
خيارات الوجبات النباتيّة يمكن أن تبدو محدودة:
يخشى النباتيّون الجُدد من عدم توفّر خياراتِ وجباتٍ كافيةٍ أمامهم، وهم ببساطة لا يعرفوا من أين يبدأون، فقد يبدو أنَّ كُلَّ طبقٍ تقريبًا يحتوي على اللحوم، كما أنَّ تناول الطّعام بالخارج كنباتي يُمكن أن يُشكّل تحديًا حقيقيًّا في بعض الأحيان، فمُعظم قوائم المطاعم موجّهةً لمن يتناولون اللحوم.
ولكن تعمل بعض المطاعم على وضع قوائم خاصّة بالنباتيين، كما توجد العديد من برامج وكتب الطّبخ الموجّهة خصّيصًا للأشخاص النباتيين لتُقدّم لهم تشكيلةً واسعةً من الأطباق الشّهية التي تُرضي كُلَّ الأذواق.
لا يُمكن لنمطٍ واحدٍ أن يُناسب الجميع، سيعتمد النظام الغذائي المثالي لأيّ فردٍ على عوامل مثل العمر ومستويات اللياقة البدنيّة والصّحة العامّة والتفضيلات الغذائيّة الشخصيّة، ويبقى هُناك مزايا وعيوب في اتّباع الحمية النباتية ونمط الحياة هذا، ولكن لا يزال الأمر متروكًا للجميع ليقرّروا بأنفسهم.
اقرأ المزيد: ما الفرق بين الحمية والنظام الغذائي
لا تنس زيارة موقع متروبرازيل للحصول على نخبة المنتجات البرازيلية