يعاني معظم الناس في يومنا هذا من ضغوطاتٍ كبيرةٍ بسبب أعباء الحياة وكثرة المسؤوليات، الأمر الذي يؤدي إلى العيش في توتّرٍ دائمٍ، وعند الشعور الدائم بالقلق والتوتر يفرز الجسم بشكلٍ آليٍّ مواد كيميائيةً مثل الكورتيزول والأدرينالين؛ وتؤدي هذه المواد إلى زيادةٍ في معدّل ضربات القلب والتعرُّق والشعور باليقظة، وبالتالي تزيد القُدرة على الاستجابة للضغوطات، وهذا ردُّ فعلٍ طبيعي وضروري لكي يكون الشخص قادرًا على القيام بالتصرفات المناسبة تجاه المواقف الحرجة.
إلّا أنّ العيش في توترٍ لفتراتٍ طويلةٍ وإفراز تلك الهرمونات بشكلٍ كبيرٍ يؤدي إلى الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، مثل أمراض القلب ومشاكل الجهاز الهضمي ومرض السكريّ والصداع والأرق والاكتئاب.
لذا يجب التعامل مع القلق وخفض التوتر والسيطرة عليه حتى لا يؤثر على سَيرِ حياتك اليوميّة مع الأخذ بعين الاعتبار أنك أنت من يتحكم بمسار حياتك دائمًا. تتنوع طُرقُ التعامل مع التوتّر حيث يعاني الكثيرون من التوتر والقلق المزمن ويلجؤون إلى الأدوية والأطباء.
بإمكانك تفادي الوصول إلى مرحلةٍ خطيرةٍ من التوتر وذلك بالقيام بإدخال بعض العادات الصحيّة إلى روتين حياتك اليومية التي ستساعدك على خفض التوتر وإبعاده عن حياتك، نقدّم لك في هذا المقال عشر عاداتٍ يوميّةٍ بإمكانك اتباعها من أجل خفض التوتر لديك.
خذ نفسًا عميقًا وابدأ بالتأمل:
للتأمل آثارٌ إيجابيةٌ عديدةٌ على الصحّة النفسية بشكلٍ عامٍّ حيث يساعدك التأمل على خفض التوتر الذي تتعرض له خلال اليوم، وهناك العديد من أشكال التأمل المختلفة التي يمكنك تجربتها وجميعها تساعد على السيطرة على مشاعر القلق والتوتر بشكلٍ كبيرٍ، فالتنفس العميق الذي تمارسه أثناء التأمل يساعدك على ضبط عملية التنفس وبالتالي خفض معدل ضربات القلب والشعور بالاسترخاء، بالإضافة إلى ذلك فإن التركيز على أفكارٍ إيجابيّةٍ وتصفية الذهن في التأمل يُبعد أسباب القلق والتوتر عن تفكيرك.
ممارسة التمارين الرياضيّة هي الطريقة المثلى لخفض التوتر
تولّد ممارسة التمارين الرياضية مشاعرًا إيجابيةً وتُخفف من حدة التوتر العضلي لديك، حيث تعمل الرياضة على تقليل إفراز هرمون الكورتيزول، وتحفيز الدماغ على إفراز الإندروفين وهي المادة الكيميائية التي تمنح الدماغ شعورًا بالسعادة فتُحسن المزاج وتُسكن الألم، كما أنها تُساعد على تحسين نوعية نومك وتزيد من ثقتك بنفسك.
الموسيقى هي المرافق الأمثل لك:
أثبتت الموسيقى على مدار الزمن أنها أحد أفضل وسائل علاج الاضرابات النفسية على اختلاف أنواعها. يمكن للموسيقى أن تهدئ أعصابك وتبعد أسباب التوتر من ذهنك؛ وتساعد الموسيقى الهادئة على خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وهرمونات التوتر، أيضًا الاستماع لأصواتٍ من الطبيعة له التأثير نفسه، مثل الاستماع لزقزقة العصافير وأمواج البحر.
لا تسمح للضحكة بمفارقتك:
الضحك مفيدٌ جدًّا للعقل والجسد والروح فهو يؤدي إلى إطلاق الإندورفين مما يخفف الألم من العقل والجسم ويساعد الضحك على خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب ويقلل من إفراز هرمون الإجهاد (الكورتيزول)، وبالتالي يتحسن مزاجك بصورةٍ كبيرةٍ ويقلل من توترك، عليك إدخال البهجة إلى حياتك حيث بإمكانك مشاهدة فيلمك الكوميدي المفضل أو قراءة كتابٍ مضحكٍ.
احصل على حيوانٍ أليفٍ:
تساعد الحيوانات الأليفة أصحابها على تشتيت انتباههم عن الأمور التي تسبب لهم القلق فهي تبعث على الهدوء؛ وقد تبين أن الناس الذين يملكون حيواناتٍ أليفةً أقلُّ عُرضةً للتوتر من غيرهم.
إمضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء:
تعزز الروابط الاجتماعية الجيدة الشعور بالانتماء وتقدير الذات ما يساعدك على تخطي الأوقات الصعبة، خاصة عند اللجوء للأهل والأصدقاء لمواساتك أو مساعدتك على التفكير بحلولٍ لمشاكلك، حيث أن وجود أشخاصٍ يقدمون الحبّ والثقة والدعم يؤثر على التخلص من مشاعر القلق والتوتر، كما أن التلامس الجسدي، مثل المعانقة، يساعدك على الشعور بالراحة والطمأنينة بشكلٍ كبيرٍ.
تنظيم الوقت:
يزيد تراكم المهام المطلوب إنجازها من التوتر، بإمكانك إعداد قائمةٍ بالمهام التي يجب إتمامها حسب الأولوية، ثم الأشياء التي يمكن طلب المساعدة فيها أو الاستغناء عنها، ولا تنسَ أن تترك وقتًا للاسترخاء والأنشطة الترفيهية حيث يمكن أن تكون الأنشطة الترفيهية وسيلةً رائعةً لخفض التوتر، حتى وإن كان وقتك مشغولًا كله إلا أنّ تخصيص وقت فراغٍ للقيام بأنشطةٍ ترفيهيّةٍ في جدولك قد يكون عاملًا أساسيًا لمساعدتك على الشعور براحةٍ أكبر؛ وعندما تشعر بتحسنٍ ستؤدي عملك بشكلٍ أفضل مما يعني أن وقت الفراغ قد يجعل وقت عملك أكثر كفاءة.
تَناول طعامًا صحيًّا:
يساعد اتباع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ على التخفيف من التوتر حيث يمكن للطعام -وخاصةً الأطعمة الطازجة وغير المصنعة- أن تمد جسمك بمضادات الأكسدة والفيتامينات اللازمة للحفاظ عليه في حالةٍ مثاليةٍ.
النوم الجيد هو المفتاح لخفض التوتر:
يزيد حصولك على قسطٍ كافٍ من النوم المريح ليلًا من قدرتك على التغلب على التوتر والضغوط النفسية، من الأفضل أن تقوم باتباع روتينٍ ثابتٍ للنوم يوميًّا واحرص على أن تكون غرفة نومك هادئةً، وابتعد عن تناول الكافيين ليلًا، وعن ممارسة أي عملٍ يتطلب مجهودًا ذهنيًّا قبل الذهاب إلى السرير بعدة ساعات، واحرص على الالتزام بمواعيد النوم والاستيقاظ كلّ يومٍ حتى يعتاد جسمك وعقلك على الروتين.
التّقبُّل واحترام الذات:
لا بدَّ أنّك تدخل بحواراتٍ كثيرةٍ مع نفسك كل يومٍ ومن الأفضل لك أن توجّه هذه الحوارات اليوميّة بطريقةٍ إيجابيةٍ، فعليك إدراك وقبول حقيقة أنه ليس كل شيء تحت سيطرتك، فأنت تتحكم في أفكارك وأفعالك وجدولك الزمني فقط وعندما تتقبل ما لا يمكنك تغييره يخف التوتر والضغط عليك، حيث أن القلق بشأن القضايا غير الضرورية يكون مضيعةً للوقت والطاقة، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك مهمةٌ فالنقد الذاتيّ القاسي والأفكار السلبية أمورٌ غير مفيدةٍ.
من المهم أن تتعلم التحدث إلى نفسك بطريقةٍ أكثر واقعيةً ورحيمةً وتبتعد عن التشكيك في قدرتك على النجاح حيث يمكن أن يساعدك الحديث الإيجابي مع نفسك على تطوير نظرةٍ أكثر صحّةً والتحكّم بمشاعرك واتخاذ إجراءاتٍ إيجابيةٍ.
عليك أن تُدرك أن التوتر لن يغير من الواقع الذي تعيشه بل سيزيد الوضع سوءًا، لذلك يجب عليك محاولة خفض التوتر والسيطرة عليه، وبذلك ستزيد قدراتك العقلية والبدنية وستغدو حياتك أفضل.
اقرأ المزيد: تمارين كارديو يومية عليك القيام بها
لا تنس زيارة موقع متروبرازيل للحصول على نخبة المنتجات البرازيلية.