العدسات اللاصقة ثورةٌ في عالم التجميل، فهي إضافة رائعة لإطلالتك، كما أن العدسات اللاصقة الطبية منها والملونة تُعتبر خطوةً للتغيير في مظهر الشخص نحو الأفضل، والظهور بعيونٍ جذابةٍ ومميزةٍ، وهي منتشرةٌ بشكلٍ كبيرٍ وفي متناول الجميع، ولكن سوء استخدام العدسات اللاصقة قد يؤدي لحدوث بعض المشاكل في العينين، فما هي هذه المشاكل؟ وكيف نتجنبها؟
قبل التعرف على سبل الوقاية من مشاكل نتيجة التحسس من العدسات لنتعرف على أنواعها:
أنواع العدسات اللاصقة
عدساتٌ مرنةٌ Soft lenses
وهي العدسات المصنوعة من مواد بلاستيكيةٍ هلاميةٍ، تكون رقيقةً ومرنةً وتُعتبر مريحةً للعين، وتُستخدم لتصحيح قصر أو مدّ البصر، أو مشاكل تشويش الرؤية.
ومع التطور العلمي تم تصنيع عدسات هيدروجيل السيلكون Silicone hydrogel lenses وهي الشكل الأكثر تطورًا من العدسات المرنة، مصنوعةٌ من الهيدروجيل والسليكون تتميز عن العدسات المرنة بأنها تَسمح بتمرير كميةٍ أكبر من الأكسجين لقرنية العين، بعد وضعها لا تشعر بوجود أي جسم ٍغريبٍ في العين، وهذا النوع الأكثر انتشارًا سواءً كانت طبيةً أو ملونةً.
العدسات الصلبة Gas permeable lenses أو GP أو RGP
وهي عدساتٌ مصنوعةٌ من اللدائن التي تسمح بنفاذ الأوكسجين إلى قزحية العين بسهولة، ويكون قطر هذه العدسات أقل من قَطر العدسات اللينة، وتُستخدم لأغراضٍ طبيةٍ لمن يُعانون من مشاكل مرضيةٍ كالقرنية المخروطية، هذه العدسات لا تُرطب في المصنع عكس المرنة، ويضعها الطبيب المختص في المحلول عند استخدامها من قبل المريض، وعند وضعها لأول مرة ربما تَشعر بوجود جسمٍ غريبٍ في العين لعدة أيامٍ فقط وفيما بعد ستعتاد على وجودها في العين.
العدسات اللاصقة الهجينة Hybrid contact lenses
مركزها مصممٌ كالعدسات الصلبة ذو نفاذيةٍ عاليةٍ للأوكسجين، ومحاطٌ بمادة هيدروجيل السليكون، مما يُعطي شعورًا مريحًا وسهولةً بوضع العدسات، تُستخدم في الحالات الخاصة للعيون الحساسة التي لا تتأقلم مع المرنة أو الصلبة، والعدسات الهجينة هي الأغلى ثمنًا.
أضرار العدسات اللاصقة
إن كنت تُفكر باستعمال العدسات اللاصقة، عليك أن تكون مُلمًا بكل التفاصيل المرتبطة بها، من حيث طريقة استخدامها ومدة صلاحيتها، وطريقة تنظيفها، وبقدر ما تكون على درايةٍ كبيرةٍ باستخدامها بقدر ما تَحمي عينيك من أي مضاعفات، ومن الأضرار التي يسببها الاستخدام السيء للعدسات ما يلي:
- قلة تدفق الأكسجين للعينين: إن القرنية مختلفةٌ عن كل أعضاء الجسم، فهي لا تَحصل على الأكسجين من الدم وإنما من الهواء، لذا فإن ارتداء العدسات اللاصقة المرنة لفترةٍ طويلةٍ يُسبب ضعف تغذية القرنية بالأكسجين، ففي حال وضعتها لعدة ساعات يُعتبر الأمر مقبولًا، ولكن إذا استمر وضعها لساعاتٍ طويلةٍ، أو أسأت استخدامها أو ذهبت للنوم دون نزعها، فهذا يؤدي لمنع وصول الأوكسجين إلى القرنية، وبالتالي حدوث ضررٍ كبيرٍ فيها ونتوءاتٍ أو تورم.
يمكن استبدال العدسات اللينة بعدسات هيدروجيل السيليكون التي تسمح بمرور الأوكسجين بشكلٍ أكبر للقرنية، أو العدسات الصلبة المُنفذة للغاز وهي الخيار الأمثل. - التهاب القرنية: قد يُسبب الاستخدام السيء للعدسات الكثير من الأمراض العينية، كالإصابة بالتهاب القرنية الجرثومي أو التهاب القرنية الفطري وغيرها من الأمراض، ويَحصل ذلك في حال النوم بالعدسات بشكلٍ دائمٍ، أو عدم العناية بنظافتها.
- التهاب الملتحمة: وضع العدسات لساعاتٍ طويلةٍ يُشكل بيئةً ملائمةً لنمو البكتريا والفيروسات، مما يُسبب الإصابة بالتهاب الجفون أو الملتحمة.
- قرحة القرنية: تنمو الفطريات، والبكتريا، والفيروسات، والطفيليات على العدسات المُساء استخدامها، وهذا يُسبب قرحة القرنية وقد يؤدي للعمى الدائم، ولا يبقى لديك حلًا سوى زراعة القرنية للرؤية من جديد.
- تدلي الجفون: وهي حالةٌ تُصيب الجفن بحيث لا تَستطيع فتح العين بشكلٍ كاملٍ، وأكثر المعرضين للإصابة به هم الأشخاص الذين يستخدمون العدسات الصلبة، لأنها بحاجةٌ لشدّ الجفن وقد يَحدث ضررًا فيه، ويُمكن تجنب هذه الحالة باستخدام العدسات المرنة.
- جفاف العين: إن وضع العدسات اللاصقة يُسبب جفاف العين في حالاتٍ كثيرةٍ، لأن العدسة تمتص الدمع المُفرز من العين لتُحافظ على رطوبتها، فهي مصنوعةٌ من مادةٍ محبةٍ للماء، مما يُسبب جفاف العين، وربما تُصاب بمتلازمة جفاف العين، وما يتبعها من حكةٍ واحمرار العين، وربما يَتسبب هذا بنتوءاتٍ في القرنية.
- تناقص منعكس القرنية: إن منعكس القرنية هو ردة فعل العين السريعة بالإغلاق لمواجهة أي خطرٍ يقترب منها، كحشرةٍ طائرةٍ قريبةٍ، أو دخول جسمٍ غريبٍ، الاستمرار بوضع العدسات يُسبب إضعاف استجابة العين للمنعكس القرني، مما يؤدي إلى ضررٍ في العين إن لم تُغلق في الوقت المناسب في حال تعرضها للخطر.
- خدش القرنية: عند وضع العدسات وإزالتها بشكلٍ دائمٍ، ربما تُسبب تآكل أو خدش القرنية دون أن تنتبه.
أهم القواعد الواجب اتباعها عند وضع العدسات
قد تشعر بالقلق بعد قراءة أضرار العدسات، ولكن عليك أن تعلم أن كل الأضرار السابقة ناتجةٌ عن الاستخدام السيء للعدسات وليست بسبب العدسات نفسها، وإليك أهم الخطوات الواجب اتباعها عند استخدام العدسات:
نظافة العدسات مع حافظتها
يجب غسل اليدين جيدًا قبل وضع العدسات، وقبل نزعها من العين، حيث تَغسل يديك بالماء والصابون، ومن ثم تُرطب أصابعك بمحلول العدسات، وعند نزع العدسة من العين، ووضعها في راحة اليد، ضَعّ كميةً من المحلول المخصص للعدسات، وقمّ بفركها بلطف ستُلاحظ خروج مادةٍ بيضاء هي البروتين الذي تُنتجه العين، وبعد تنظيفها جيدًا، تَضع محلولًا جديدًا في العلبة قبل وضع العدسات فيها، ومن ثم تُغلقها جيدًا، بذلك تضمن نظافة العدسات وسلامة عينيك.
التقيد بمدة صلاحية استخدام العدسات
أي تبديل العدسات بشكلٍ دوري، فعند استخدام عدساتٍ شهريةٍ لا يُمكن وضعها أكثر من شهر، فبعد شهرٍ تُصبح العدسة مكانًا خصبًا للميكروبات، وبذلك تُعرض عينيك للكثير من الأمراض، وكذلك الأمر بالنسبة للعدسات السنوية أو اليومية، يجب التقيد بفترة استخدام العدسة المحددة.
عدم النوم والعدسات اللاصقة في العين
أكبر ضررٍ تَجره لعينيك هو النوم بالعدسات، لأنه يَحرم العين من الأوكسجين، ويرفع نسبة الإصابة بالأمراض من 6 إلى 8 مرات، فيجب وضع العدسات لساعاتٍ مُحددةٍ، لأن العدسات اللاصقة تَحرم العين من الأوكسجين اللازم لها.
الحصول على نوعية عدسات جيدة
الأسواق مليئةٌ بأنواعٍ كثيرةٍ من العدسات، عند شرائها يجب الحصول على أنواعٍ جيدةٍ مصنوعةٌ وفقًا لمعايير الجودة العالمية، ومن أفضل أنواع العدسات المتوفرة حاليًا، والمكونة من هيدروجيل السيليكون هي عدسات سولوتيكا البرازيلية، التي توفر راحةً للعين.
يُفضل قبل اقتناء العدسات اللاصقة إجراء فحص للعينين، واستشارة الطبيب المختص بنوعية العدسات المناسبة لك، والاتصال الفوري معه في حال شعورك بأي عارض في العين.
اقرأ أيضًا: كيف تصنع العدسات اللاصقة؟