التأثيرات الكبيرة لأنماط الحياة الجديدة والعصرية على حياتنا لا تخفى على أحد. هذه التأثيرات منها الإيجابي، ومنها السلبي في نفس الوقت. لنبدأ بمراجعة ما نقوم به منذ استيقاظنا في الصباح وحتى موعد نومنا في المساء، لكي نجد أن عددًا كبيرًا من هذه الساعات (إن لم تكن أغلبها) نقضيها ونحن نحدق في أجهزتنا الذكية. ربما لا ندرك خطورة هذا التحديق المتواصل في الشاشات مع الوضعية الخاطئة في ذلك إلا بعد أن نقع في مشكلةٍ يكون هذا التحديق هو المسبب الأساسي لها، مثل آلام الرقبة والظهر.
اليوم، وبعد أن برزت مشاكل الوضعية الخاطئة والوقوف بشكلٍ غير صحيح وصارت تؤثر على أجسادنا بصورةٍ كبيرة، حان الوقت لنتساءل عن أهمية الوضعية الصحيحة، وما هي الوضعية السيئة؟ ما هي أسباب ذلك؟ والأهم من هذا، كيف يمكننا ضبط وضعيتنا بشكلٍ صحيح؟ قبل أن نتحدث عما يتعلق بمشاكل الوضعية الناتجة عن التحديق المتواصل في الأجهزة الذكية، سنتحدث عن الوضعية الصحيحة بشكلٍ عام وأهميتها في الحفاظ على صحة الجسم واتزانه وكيفية الحد من المشاكل المرتبطة بها.
ما هي أهمية الوضعية الصحيحة؟
كبشر، نحن نسير بشكلٍ مستقيم على قدمين ولدينا أذرع متاحة للعديد من المهام المتنوعة على مدار اليوم. هذه المهام إما ثابتة (كالجلوس والوقوف) ونشطة (كالمشي، الجري، والحركة بشكلٍ عام).
إن الهيكل العظمي (العظام) والعضلات المرتبطة به مسؤولة جزئيًا عن السماح لنا بالبقاء ساكنين أو البقاء نشطين. يجدر الذكر بأن نظامنا العضلي الهيكلي في حالة تغير مستمر. إذ أن هناك العديد من الضغوطات التي تقع على عاتقه، ومدى حسن وضع أنفسنا أثناء أنشطتنا هو أمر مهم في الحفاظ على سلامته. كل ذلك يتلخص في الفيزياء وجعل جسمكِ يعمل بكفاءة لصالحك. سواءً كنا نجلس على مكتب للعمل، أو نقف في حوض المطبخ، أو نحرك أشياء ثقيلة، أو نحمل طفلًا، أو نتجول في متجر، فإن الوضعية التي نتخذها مهمّة جدًا.
ما هي الوضعية السيئة؟ وما هي أسبابها؟

الوضعية السيئة من منظور فيزيائي هي المحاذاة الرأسية الضعيفة لنظام الهيكل العظمي لدينا في الوقوف و / أو الجلوس. من المفترض أن يتم تكديس الهيكل العظمي رأسيًا مع وضع الحوض في المنتصف. من حوضنا، يوجد وضعية مثالية للساقين والقدمين في الأسفل، والقفص الصدري والكتفين والرأس والرقبة أعلاه.
الوضعية السيئة هي ببساطة الوقفة غير الفعالة، أو الوقفة خارج المحاذاة الرأسية المثلى. يمكن أن يحدث هذا الاختلال بسبب العديد من الأشياء التي تتراوح من التشوهات الخلقية إلى اختلال التوازن العضلي. الاختلالات العضلية حول العمود الفقري والمفاصل الأخرى (إما بسبب إصابة أو عادات حركية سيئة)، تعني أن بعض العضلات ضعيفة جدًا بينما البعض الآخر مشدود جدًا. عندما يحدث هذا الاختلال، فإنه يسحب الوقفة من المحاذاة.
كيف يمكننا تعديل وضعيتنا بالشكل الصحيح؟
عندما يفكر معظم الناس في الوقوف بشكلٍ مستقيم، فإنهم يتجهون بشكل افتراضي إلى “الوقفة العسكرية” بعمود فقري متيبس ومتقوس. لسوء الحظ، فإن هذه الوقفة ليست الوضعية الصحيحة بالنسبة لنا، وستؤدي سريعًا إلى إجهاد وتوتر عضلات العمود الفقري وآلام الظهر. هناك طريقة سريعة للعثور على منطقتِك المحايدة، سواءً في الجلوس أو الوقوف، وهي القيام بانحناء كامل للأمام، متبوعًا بقوسٍ كامل للخلف، ثم الهبوط برفق في مكان ما في الوسط مع الشعور “بالاستقرار” في هذه الوضعية مقابل الاحتفاظ بها بنشاط.
أهم نقطةٍ هي أنه يجب توزيع الوزن بالتساوي على كلا القدمين إن أردتِ الوقوف بشكلٍ صحيح. في الجلوس، يجب أن يكون الوزن فوق قاع الحوض مباشرة. هذه طريقة مبسطة للغاية للعثور على الوضعية المناسبة لكِ، إذ لا يستطيع الكثير من الناس القيام بذلك بمفردهم بسبب العوامل المذكورة أعلاه. يمكن لأولئك الذين يعانون من آلامٍ في الوضعية أو الحركة أن يسعوا للحصول على خبرة أخصائي العلاج الطبيعي الذي سيفحصهم بدقة ويضع خطة لتسهيل محاذاة الجسم وقوته وحركته بشكلٍ أفضل. [1]https://freedompt.com/correct-your-posture-to-feel-better/
يمكن للمشدات المصممة لكامل الجسم والتي نوفرها لكِ في متجر مترو برازيل، أن تساعدكِ في الحصول على الوضعية الصحيحة والالتزام بها. وذلك عن طريق تطبيقها للضغط المتوازن والمرن على أجزاء الجسم التي يغطيها، بما فيها الظهر والوسط.مثل:

مشد الجسم بحمالة الصدر المبطنة من ماركة LIZ البرازيلية، فهو يقدم لجذعكِ كل ما تحتاجينه من دعم، بالإضافة إلى خفة وزنه وقابلية التنفس التي يوفرها نسيجه.

أيضًا، مشد الجسم المثالي لكامل الجسم قطعة واحدة من LUPO. والذي يقوم بتطبيق اضغط المريح على كافة المناطق التي يغطيها فيحافظ بالتالي على استقامة جذعك.
مشاكل الوضعية المرتبطة بالهواتف الذكية
تعد الرقبة أكثر أجزاء العمود الفقري حركةً، فهي تتكون من سبع فقرات عظمية، وتحمل حوالي 15% من وزن الجسم. لكنها تحظى بأقل حماية من بقية أجزاء العمود الفقري، لأنها ليست محميةً كالفقرات الصدرية المثبتة بالضلوع. لذلك، فهي أكثر تعرضًا للألم والإصابة.
ولأن الرقبة دائمًا في حالة حركةٍ مستمرة، فيمكن أن يتسبب ذلك في بعض الإصابات لفقرات العنق، مما يُنتج آلامًا شديدة تؤثر على كامل جسدنا ووضعيتنا. لذلك، من المهم الانتباه إلى المشاكل الصحيّة التي تسببها الوضعية الخاطئة للرقبة قبل أن تؤثر على باقي الجسم. ومن أكثر وضعيات الرقبة الخاطئة في عصرنا هذا هي الوضعيات التي نتخذها عند استخدام الهواتف الذكية.
مع تزايد عدد الأشخاص الذين يمتلكون هواتف ذكية، من المهم أن تتذكري الوضعية الجيدة أثناء استخدام هاتفك الذكي لتجنب إصابات الرقبة والكتف واليد. أكثر الإصابات شيوعًا عند استخدام الهواتف الذكية هي آلام الرقبة أو الكتف أو اليد بسبب الإفراط في الاستخدام أو الحركات المتكررة أو التنميل والوخز في أصابعك.
نصائح لتجنب آلام اليد والرقبة والكتف أثناء استخدام هاتفك الذكي

– استخدمي يدًا واحدة لإمساك الهاتف وإصبع السبابة على اليد المعاكسة للتمرير والكتابة. هذه الوضعية تمنح إبهامك استراحة وتمنع إصابته بالألم.
– تأكدي من إبقاء رسائلك قصيرة لتقليل مقدار الوقت الذي تحتاجينه للكتابة.
– حاولي تحديد عدد رسائل البريد الإلكتروني المرسلة من هاتفك، واستخدمي جهاز كمبيوتر عندما يكون ذلك ممكنًا.
– خذي فترات راحة متكررة عند استخدام هاتفك للتمدد وتجنبي التعب والإفراط في استخدام العضلات.
– عند التحدث بالهاتف، قومي بتغيير اليدين بشكلٍ متكرر واستخدمي خيار التحدث الحر مثل مكبر الصوت أو سماعة الأذن عندما يكون ذلك ممكنًا. تسمح لكِ هذه الطريقة بتجنب الحفاظ على مرفقك في وضعٍ مرن لفتراتٍ طويلة ويمنعك من حمل هاتفك بين كتفك ورقبتك.
– حافظي على معصميك في وضع محايد / مستقيم عند استخدام هاتفك، وتجنبي ثني معصمك.
– عند شراء هاتف جديد، تأكدي من أنه يناسب يدك وأنه يمكنك الوصول إليه بسهولة بإبهامك لتجنب إجهاد عضلاتك.
– احملي هاتفك بالقرب من مستوى العين. هذا يمنعك من تثبيت رقبتك في وضعٍ مرن. عندما تمسكين رقبتك في وضعٍ مرن، فإنها تزيد الضغط على رقبتك. عندما تكون رقبتك في وضعٍ محايد، لا يوجد سوى حوالي 10-12 رطلاً من الوزن على رقبتك. ومع ذلك، كلما ثنيتِ رقبتك أكثر، مثل 45 درجة، قد يزيد الوزن إلى ما يقارب 50 رطلاً من القوة على رقبتك. [2]https://freedompt.com/smartphone-tips/
تمارين للتخفيف من آلام العنق والأكتاف
إذا شعرتِ كما لو كنت تعانين من الألم نتيجة استخدام الأجهزة ولم يختفِ هذا الألم مع كل محاولاتك لتخفيفه، يمكنك طلب العلاج من معالج فيزيائي أو مهني. يمكنهم تزويدك برعايةٍ عملية تركز على متطلباتكِ واحتياجاتك الخاصة.