إن امتلاك فروة رأسٍ صحيةٍ يعكس جمال وحيوية شعرك، لكن هناك الكثير من المشاكل الشائعة التي تُصيب فروة الرأس والتي تتراوح بين البسيطة إلى متوسطة وصعبة الحل، كما تتنوع الأسباب بين الوراثية، والناتجة عن الأمراض المناعية، أو الاضطرابات الهرمونية والغذائية، أو حتى نتيجة سوء العناية بفروة الرأس، وأغلبها تسبب ضعف الشعر وتَرققه وتَساقطه، ولا بدّ من تحديد مشاكل فروة الرأس لاتباع العلاج المناسب تبعًا لكل حالة.
أنواع مشاكل فروة الرأس:
القشرة:
من أكثر مشاكل فروة الرأس شيوعًا، وربما أغلب الناس عانوا منها سابقًا أو ما زالوا، بقدر ما تُعتبر هذه المشكلة بسيطةً إلا أنَّ حلّها يحتاج لفترةٍ من الزمن، وهي عبارةٌ عن قشورٍ بيضاء ناتجةٌ عن تقشر الجلد الميت، يُمكن أن تُسبب الحكة واحمرار فروة الرأس، وتَنتج أحيانًا عن فطرياتٍ جلديةٍ، أو إفرازاتٍ دهنيةٍ، أو جفافٍ جلدي، أو لأسبابٍ أخرى مجهولة.
وأكثر ما يُزعج المُصاب بها أنها قد تَظهر للآخرين وتُسبب الإحراج.
الصلع الذكوري:
وهو شائعٌ لدى الذكور مُرتبطٌ بتاريخ العائلة الوراثي والهرمون الذكري الاندروجين المرتبط بتنظيم نمو الشعر.
نقص التغذية:
الإصابة بنقص الحديد أو فقر الدم، ونقص البروتينات، واضطرابات الأكل كفقدان الشهية أو الشره، والفقدان الكبير للوزن بسبب الحمية القاسية، جميعها عوامل تُسبب مشاكل في فروة الرأس وتؤدي إلى ضعف الشعر وتساقطه.
الاضطرابات الهرمونية:
- أمراض الغدة الدرقية: سواءٌ فرط إفرازها أو قصورها أو حتى التهابها يؤثر على فروة الرأس ويسبب تساقط الشعر.
- تساقط الشعر بعد الولادة: وهي حالةٌ شائعةٌ بين النساء تحدث نتيجة انخفاض هرمون الاستروجين بشكلٍ كبير، ولكن يعود الشعر للنمو خلال أشهر.
أمراض المناعة الذاتية:
- داء الثعلبة: هو مرضٌ مناعيٌ يُصيب فروة الرأس، ناتجٌ عن خللٍ في الجهاز المناعي، فيبدأ بمهاجمة بصيلات الشعر، وينتج عنها بقعًا في الرأس خاليةً من الشعر.
- اضطرابات هضمية ناتجة عن تناول الجلوتين: وهي عبارةٌ عن اضطراباتٍ في المناعة الذاتية للجسم، ينتج عنها تساقط الشعر.
- الذئبة الحمامية: وهي مرضٌ مناعيٌ له الكثير من الأعراض ومنها تساقط الشعر.
القمل:
حشرةٌ صغيرةٌ تُصيب فروة الرأس وهي معديةٌ، وتُسبب الحكة وتقرحاتٍ في فروة الرأس.
الأمراض الجلدية التي تُصيب فروة الرأس:
- الأكزيما الدهنية: تُصيب مناطق مختلفةً من الجسم كالوجه والصدر والظهر وفروة الرأس، تظهر بشكل بقعٍ حمراء متقشرة، يعود سببها لإفراط إفراز البشرة للزيوت، أو نتيجة النمو غير الطبيعي لنوع فطرياتٍ موجودةٍ بشكلٍ طبيعي في زيوت البشرة، وهي شائعةٌ لدى الرضع وتسمى غطاء المهد، لا تحتاج للعلاج لأنها تختفي بعد فترةٍ قصيرةٍ من الزمن، وسببها التغيرات الهرمونية الكبيرة لدى الأم خلال الحمل.
- الصدفية: عبارةٌ عن مرضٍ جلدي مناعي تَظهرعلى شكل بقعٍ متقشرةٍ حمراء تسبب الحكة والألم، ويمكن أن تظهر في فروة الرأس.
- تصلب الجلد: مرضٌ مناعيٌ يؤدي لتليف الجلد وتصلبه.
- الحزاز المسطح: طفحٌ جلديٌ على شكل نتوءاتٍ حمراء على سطح الجلد تسبب الحكة.
- سعفة فروة الرأس (القوباء الحلقية): وهي عبارةٌ عن فطرياتٍ، وسميت بالحلقية لأنها تترك علاماتٍ دائريةً على البشرة، وتسبب الحكة وقد تسبب تساقط الشعر في مناطق الحكة، وتنتشر بين الأطفال وهي معدية.
بالإضافة لمجموعةٍ من الأمراض كارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، وأمراض القلب، والاكتئاب جميعها عوامل تؤثر على فروة الرأس وتسبب تساقط الشعر وترققه.
علاج مشاكل فروة الرأس:
- علاج فروة الرأس من القشرة يكون باستخدام شامبو يحتوي على مادةٍ فعالةٍ كالقطران، أو بيريثيون الزنك، أو حمض الساليسيليك، أو كبريتيد السيلينيوم، أو كيتوكونازول. ولكن قد تحتاج لتجريب أكثر من نوع شامبو حتى تشعر بالفرق، يجب ترك الشامبو لمدة خمس دقائق على فروة الرأس، ومتابعة العلاج لعدة أسابيع.
- تُعتبر المكملات الغذائية مهمةٌ جدًا في حال وجود مشاكل في فروة الرأس ناتجةً عن فقدان الوزن أو اضطرابات الأكل أو فقر الدم.
- الأمراض المناعية تُعالج بشكلٍ عامٍ بمثبطاتٍ للجهاز المناعي، وبكميةٍ محددةٍ من هرمون الكورتيزول المهدئ للجهاز المناعي، ويحدد البروتوكول العلاجي حسب تشخيص الطبيب، وباستخدام العلاج المناسب حتى تقل حدة تساقط الشعر.
- القمل وسعفة الرأس والأكزيما تُعالج بشامبوهاتٍ خاصة لكل مشكلة.
- الحزاز المسطح يُعالج من خلال الستيروئيدات الموضعية وفي الحالات المتقدمة يتم استخدام ستيروئيدات جهازية، وعند الشعور بالحكة بشكلٍ كبيرٍ يُمكن تناول مضادات الهيستامين.
- يمكن علاج التساقط الكثيف للشعر باستخدام المينوكسيديل، وهي عبارةٌ عن مادةٍ منبتةٍ للشعر تَظهر نتائجها خلال ثلاثة أشهر، ومن سلبياتها أن الشعر يتساقط بمجرد التوقف عن استخدامها.
أحيانًا تُصاب فروة الرأس بمشاكل على الرغم من عدم الإصابة بأيٍ من الأمراض السابقة، والسبب الأساسي يعود لتعاملك الخاطئ مع فروة الرأس كالإفراط بالاستحمام أو تقليله، ووضع مواد كيميائيةٍ قاسيةٍ عليها كالشامبوهات السيئة والصبغات ومواد التمليس أو التجعيد، إضافةً للاستخدام المفرط للمجفف الكهربائي أو مكواة الشعر، لذلك يجب علاج فروة الرأس عند إصابتها بالأمراض والتفكير بصحتها التي تنعكس على مظهرها الجميل. ابدأي أولًا بتحديد أيًا من مشاكل فروة الرأس تعانين منها، ثم ثابري بالعلاج الأفضل لتحصلي على الإطلالة الجذابة التي ترغبين بها.
اقرأ المزيد: ما هي أفضل الطرق لترميم الشعر