يُعاني ملايين الأشخاص حولَ العالم من آلام الظهر، كما يُنفق الناس مليارات الدولارات لشراء الأدوية وعلاج هذه الآلام التي قد تكون مُبِّرحةً في بعض الحالات.
هناك الكثير من مُسببات آلام الظهر، تبدأ من العادات الصحية الخاطئة، والإجهاد الناتج عن العمل، كالجلوس لساعاتٍ طويلةٍ أمام الحاسب الشخصي، أو القيادة لوقتٍ طويلٍ أو الوقوف الطويل أمام التلاميذ أو أمام كرسي طبيب الأسنان، وتَنتهي بالمبالغة في حمل الأوزان الثقيلة أو الحوادث المؤلمة التي نُضطر بعدها لوضع الجبائر أو إجراء العمليات الجراحية.
مما لا شكَّ فيه أن آلام الظهر تُعطل حياتنا، فلن نتمكن من أداء الواجبات أو حتى الاستمتاع مع العائلة ونحن نتألم، لذلك يبحث الكثيرون عن الحلول التي تُخفف الألم وتَسمح لنا بأداء واجباتنا وممارسة نشاطاتنا بشكلٍ طبيعيّ، لذلك يلجأ الكثيرون إلى مشدات وكورسيهات الظهر، حيث أنها قد تكون مفيدةً جدًا لكبح تَفاقم هذه الآلام.
ما هي كورسيهات الظهر؟
هي مجموعةٌ متنوعةٌ من الأحزمة يتم لفها حول الجسم في مكان الألم أو الإصابة، وتُساعد في تخفيف الألم عن طريق مجموعةٍ من الدعامات التي تُوضع داخل هذه الكورسيهات.
تَختلف دعامات الظهر من حيث المواد التي تتكون منها، والتي تُساعد على مُعالجة مجموعةٍ من حالاتِ آلام الظهر، مثل إجهاد العضلات الشديد، وآلام ما بعد الجراحة، وتُصنَع معظم دعامات الظهر من مواد متشابهةٍ، لكنها تختلف في درجة صلابتها وإمكانية التحكم في وضعها من حيث درجة الشدّ.
بشكلٍ عامٍ، تُقسم كورسيهات الظهر إلى ثلاثة أقسامٍ حسب درجة مرونة الدعائم التي تَدخل في صناعتها وهي: مرنة، وشبه صلبة، وصلبة.
تُستخدم الكورسيهات ذات الدعامات الصلبة في حالات الألم الشديد والمتوسط مثل حالات كسور العمود الفقري، أو بعد العمليات الجراحية.
أما الكورسيهات ذات الدعائم شبه الصلبة والمرنة، فتُستخدم في حالات الألم الأخف، مثل الالتواء أو الإنزلاق أو الرضوض أو التشنج العضلي.
ما هي آلية عمل كورسيهات الظهر لتخفيف الألم؟
تَعمل كورسيهات الظهر وفق آليةٍ مُعينةٍ، حيث تَستهدف نقاط الضعف في الظهر وتَعمل على دعمها، ويتم ذلك من خلال التحكم بالضغط أو الشد، وتعمل على:
- دعم العضلات المُصابة أو الضعيفة والعمل على تخفيف الإجهاد المُطبق عليها.
- العمل على نقل الحمولات عن الفقرات المصابة بتوزيعها على منطقة الجذع، وينتج عن هذا تَطبيق بعض الضغط الخفيف على منطقة الجذع والحوض.
- يختلف مجال السماح بالحركة بحسب نوع الكورسيه، ومن الضروري السماح بمجالٍ بسيطٍ من الحركة لمنع تَيبس العضلات والفقرات، على سبيل المثال في حالة ارتداء أحد الكورسيهات المرنة، يمكن السماح بحركةٍ أماميةٍ بحيث تتمكن من لمس الجزء العلوي من الركبة فقط.
- تَقليل أو منع الحركة في المفصل الضعيف أو المرتخي، عن طريق تقنية الضغط على الحوض أو الجذع، وخاصةً إذا كانت الإصابة في المنطقة الحرقفية أو القطنية.
- تأمين استرخاء العضلات بسبب الدفء الذي يمنحه الكورسيه.
لا بد من استشارة الطبيب قبل استخدام أحد كورسيهات الظهر، لأن الاستخدام الخاطئ قد يُعطي نتائج سلبيةً.
هل تُساعد الكورسيهات في تقويم الظهر وتَحسين القوام؟
تُعتبر عادات الجلوس السيئة في مرحلة البلوغ من الأسباب الرئيسية لآلام الظهر، خاصةً عندما تكون مصحوبةً بساعاتٍ طويلةٍ من التحديق في الهاتف.
لكن بمجرد ارتدائك لأحد مشدات الظهر، لا يبقى هُناك متسعٌ كبيٌر للانحناء وبالتالي يمنع حدوث التقوس والانحناء.
يَعمل الكورسيه على جعل عمودك الفقري مستقيماً، أما إذا كنت تَستخدم هذه الكورسيهات حديثًا، فقد يكون هذا غير مريحٍ في البداية لأن عمودك الفقري لم يَعتد على هذه الوضعية المشدودة، ولكن كلما ازدادت مدة ارتدائه سيصبح الأمر أسهل، وتسمح للكورسيه بالعمل على النقطة التالية والتي هي تقوية عضلات الظهر.
يهمك أيضًا: ما هو المشد الثلاثي؟
هل تقوي الكورسيهات عضلات الظهر؟
إذا كنت ترغب في تقوية عضلات ظهرك، عليك أن تُخصص وقتًا مُحددًا في روتينك اليومي لارتداء الكورسيه، فمثلًا أثناء عملك لساعاتٍ طويلةٍ أمام الحاسب خصص جزءًا من هذا الوقت وارتدِ الكورسيه، ستلاحظ الفرق بعد عدة أشهرٍ من الارتداء المنتظم له.
وقد أفاد بعض الذين ثابروا على ارتداء كورسيه الظهر لفترةٍ طويلةٍ وبشكلٍ منتظمٍ إلى تحسن عدة آلامٍ كانت تُصيبهم، كآلام الكتف والرقبة والصداع النصفي.
هل توفر الكورسيهات الدعم القطني؟
تُعتبر إصابة المنطقة القطنية من أصعب إصابات الظهر وأكثرها خطورةً وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الشلل، كما أن آلام المنطقة القطنية صعبة الشفاء لصعوبة التحكم بها وضبطها، تتوافر بعض الكورسيهات التي تَدعم عضلات هذه المنطقة وتُخفف الضغط على فقراتها وتوزعه على الحوض، لكن في حالات الإصابات الخطيرة في هذه المنطقة، تُعتبر الكورسيهات غيرَ فعالةٍ للعلاج، لكن من الممكن أن تُخفف الآلام، بشرط اختيار النوعيات الموثوقة وتحت إشرافٍ طبيٍّ.